في إحدى الصباحات الخريفية الباكرة ..
كنت أتجول في شرفات المشفى وأنا أتأمل صفحة السماء وهي ملبَّدة بالغيوم ، وأراقب سرب من الطيور يجول ويصول في اتساعها
كنتُ أسلّي عن خاطري بإمعان النظر في ما خلق الله.
حينها لفت انتباهي همهمة فتى صغير السن يمكث على مقربة مني ، كان منفعل ومضطرب أشد الاضطراب .
ولأن العينين هي نافذة الروح ؛فلقد اطلقت بصري فرأيت حواسه وجوارحه كلها تنزف ،باستثناء عينيّه!
ما إن وضعت يديّ برفق على كتفيه وتلمَّستُ بكفي اليمنى اناملهُ المرتجفة حتّى انحنى بجذعِه وغصَّ في نحيب يُدمي له القلب !
لم أعلم تحديدًا سبب هذا الكرب المهيمن على قلب طفل تجاوزَ العاشرة من العمر بقليل ، لكن اظنها جديلة مؤلمة من الفقر والمرض والعوز ملتفَّة معًا حول فؤاده الصغير .
لأصدقكم القول ، منذ ذلك الحين تغيرت نظرتي لأمور كثيرة ، وأظنني كنتُ بحاجة إلى ناقوس ينبهني أنِّي أغرقُ في محيط من النعم لكنّي مع ذلك لا اسلٍّطُ الضوء إلّا على زاوية محددة من حياتي .. وأكثرها ظُلْمَة .
Comentarios