الكاتب: أحمد عماد
مصمم الجرافيك: يوسف أحمد
قصتنا بدأت من مستشفى Saint Bartholomew's في لندن. الطبيب جون فريك كتب للجمعية الملكية للأطباء في تاريخ ١٤ أبريل ١٧٦٣: "هناك طفل، عمره ١٤ سنة، من شكله يبدو طبيعيا ولكن لديه مثل النفافيخ على ظهره لمدة ٣ سنين وتزيد في الحجم والعجب والمخيف أنها تخرج من الفقرات الموجودة في الرقبة وأيضا من الضلوع وتلتحم جميعها لتكون شكلا يشبه الشعب المرجانية".
هذه ليست أول حالة توصف بشكل مشابه، ففي عام ١٧٦٢ الطبيب الفرنسي patin وصف حالة مماثلة تماما! لكن أتُبع للأسف صمت تام لمدة ٢٠٠ سنة لا أحد يعلم ما هذا وكيفية علاجه.
في عام ١٩١٨ الأمريكي Jules Rosenstir في مستشفى Mount Zion في سان فرانسيسكو قرر أن يفهم هذه الحالة الغريبة من خلال الملاحظة الدقيقة والفحص المستمر. فتم الاطلاق على هذا المرض اسم myostis ossificans progressiva تعظم العضلات المتقدم.
في هذا المرض، لوحظ أن أنسجة العضلات تتحول لعظام بشكل تدريجي ومستمر. يبدأ على شكل نوبات من الهياج تستمر لمدة ٦ ل ٨ أسابيع في مناطق متفرقة من الجسم. لا يعلم أي منا سببها أو حتى محفزاتها.
بالملاحظة و التجربة تم الكشف عن أن الجروح مهما كانت بسيطة حتى لدرجة إبرة الحقن لن تلتئم بشكل طبيعي و ستكون نقطة تعظم جديدة يبدأ منها الجسم في محيطها.
هيري ريموند المعروف بThe man with 2 skeletons تبرع بهيكله العضمي بعد وفاته في عام ١٩٧٣, حيث أن كل أنسجته تعظمت ما عدا الشفاه، الشيء الوحيد الذي نجا و يعمل بشكل أقرب للصحيح. وهيكله العظمي موجود لحد الآن في متحفMütter Museum of the College of Physicians of Philadelphia
تم تغيير اسم المرض في السبعينات إلى fibrodysplasia ossificans progressiva (FOP)
عن طريق الدكتورVictor McKusick. لقد سماه بهذا الاسم لاكتشافه بأن التعظم ليس محصورا على العضلات بل لكل أنسجة الجسم .
العلماء وضعوا ملاحظات هامة للمرض منها:
١-أن المرض يمكن التنبؤ به من الصغر من خلال وجود شيء غريب في أصبع القدم الأكبر سواء في الشكل أوالحركة و يظهر جدا في الأطفال و حديثي الولاده.
٢- المرض غير موروث و غير مرتبط بجنس أو لون معين
٣-لا يوجد علاج فعال للمرض فالمريض يأخذ كورتيزون فقط ليقلل الألم.
مرض معدله واحد من كل ٢ مليون إنسان أو فقط ٣٥٠٠ حالة في العالم قد حير الأطباء لسنوات عديدة.
Comments